الثلاثاء، 7 يونيو 2011

قصة عمر و سارة (ج12)

سارة :
استقرت حياتى انا وعمر بعد الخطوبة الرسمية وشعرنا سويا باستقرار نفسى كبير أصبح لكل منا شريك يستريح على شاطئه ويلقى على كتفه همومه أصبحت لا أخجل من وجود رجل فى حياتى !! أكلمه على الملأ أمام أبى وأخوتى وأتحدث عن أراءه وأفكاره وأستشهد بها بدون خجل ..... وهل يخجل المحامى عندما يستشهد بمواد القانون ؟؟؟!! وان كان الأمر لا يخلو من المشاحنات والخلافات البسيطة التى تزداد بعصبية عمر التى تشتعل سريعا وتخبو سريعا ولكنى أخاف كثيرا من هذه العصبية والتسرع فى رد الفعل الخاطىء له فى أحيان كثيرة ...... ومما يزيد عصبيته عنادى الطفولى الذى هو من أبرز عيوبى للأسف !!


عمر :
شعور جميل ان يكون لك صديق وحبيب فى حياتك تتبادل معه الأخبار والأوجاع والضحكات .... أشعر أنى قبل معرفتى بسارة لم أكن موجودا فى هذه الحياة .... أشعر معها وكأننى طفل صغير يعود سريعا فى نهاية يومه ليقص على أمه كل ما حدث له فى يومه .... أحب ردودها التلقائية وضحكاتها البريئة وخوفها الطفولى عندما يرتفع صوتى فى عصبية ... ولا أطيق غضبها منى وأبادر دوما بمصالحتها ........ كم أحب وجودك معى يا سارة ......


سارة :
لاحظت أن أكثر أوقات خلافنا أنا وعمر هى عند عودتى من عملى فى الرابعة ..... ولو اتصل بى ووجدنى نائمة أو رددت عليه فى تعب يختلق أى مشكلة تافهة ويغضب عليها !!! هل يغار عمر من عملى ؟ أم من انشغالى عنه لمدة ساعات فى اليوم ؟؟! رغم انى أحادثه من عملى تليفونيا وأصلا عملى من الثامنة حتى الرابعة زى ناس كثيرين جدا ....... أمال لو كنت طبيبة وأبات فى المستشفى كان عمل ايه ؟ أكيد كان انتحر!! راودتنى شكوك حول الموضوع ده واشتكيت لأمى فقالت لى ( طبيعة الرجل دوما أنانية لا يريد أن يشغلك عنه أحد أخر حتى لو كان عملك ونجاحك !! استحملى يا بنتى ولا تفتحى معه هذا الموضوع حتى يفتحه هو !!)
ولم أنتظر طويلا حتى جاء يوم وكلمنى فى التليفون بعد عملى كالمعتاد وكنت ح أموت وأنام ساعة فكنت أرد عليه سريعا فلاحظ ذلك وقال لى مباشرة :
سارة انتى الشغل ده مهم عندك أوى ؟

يعنى اية مهم يا عمر؟ هو يعنى فستان اخده ولا اسيبه ؟ ده شغلى ونجاحى .... وبعدين قصدك ايه ؟

قصدى انك ياريت تسيبه بعد الزواج وياريت من دلوقت !!

رددت عليه بذهول : بتقول ايه يا عمر ليه ده كله ؟ هو شغلى مضايقك فى ايه بس ؟

أنا ما أحبش مراتى تشتغل وترجع البيت الساعة خامسة وتتبهدل فى المواصلات ..... علشان ايه ده كله ؟

 
طيب ما قلتش ده ليه قبل الخطوبة ؟ واتقدمت لى ليه أصلا وانت عارف انى باشتغل ؟
فوجىء عمر من رد فعلى الهجومى وكأنه كان يتوقع الطاعة المطلقة : يعنى لو كنت قلت لك ده قبل الخطوبة كنتى ما وافقتيش على ؟
رددت بعناد وبتسرع : طبعا !!
صمت عمر وتألم من ردى القاسى ولم يرد
حاولت تهدئة الجو قبل أن تثور ثائرته وقلت له : ياعمر من فضلك افهمنى ليه دايما الرجل اول ما يرى بنت وتعجبه يعجبه نشاطها ونجاحها فى العمل وطموحها وثقافتها ويتقرب لها من هذا الجانب ........... ولما خلاص تصبح ملكه يسعى جاهدا ان يجعلها صورة من جدته لا تخرج ولا تعمل ولا تبدى اى أراء الا من خلاله ....... ثم بعد هذا يشتكى من تغيرها بعد الزواج !!!!
أنا مش عاوز أخليكى زى جدتى ولا حاجة ..... أنا بس مش عاوزك تشتغلى فيها حاجة دى ؟
كان مفروض تكون صريح معايا اول ما اتقابلنا وتقول لى الكلام ده وانا اللى اقرر حياتى ح تكون ازاى معاك واما اوافق او ارفض .....لكن انت كده بتضعنى امام الامر الواقع
رد بعصبية كبيرة : يعنى انا خدعتك يا سارة قصدك كده ؟

حاولت تهدئته فرددت عليه : يا سيدى ولا خدعتنى ولا حاجة ..... طب انت ايه اللى مضايقك من شغلى

تقدرى تقولى لى لما نتجوز ح تراعى البيت ازاى وانتى بترجعى المغرب ولما نخلف ح تسيبى البيبى فين الوقت ده كله ؟
هو انا اول انسانة فى الكون بتشتغل ؟ اكيد كل دى حياة ملايين السيدات مش انا بس ؟

رد بضيق : اهو انا باتضايق من عنادك ده يا سارة !!

ده مش عند ده حق لى انى اكون ناجحة...... مفروض وجودنا فى حياة بعض يخلينا احنا الاتنين ناجحين مش واحد ينجح والتانى يكون مجرد ظل باهت للاخر وخلاص .....
يعنى انتى مش عاوزة تسمعى كلامى ؟

رددت بعناد كبير : اسمع كلامك لما يكون فيه منطق ..... لكن لما يكون تحكم وخلاص وفرض رأى انا اسفة انا مش ح اقدر أسيب شغلى بدون مبررات كافية ..........

ده اخر كلام عندك ؟

أحسست ان كلمته دى بداية مشكلة كبيرة ومع ذلك رددت بعناد كبير : ايوة !!

خلاص انتى اللى اختارتى يا سارة ....!!!!

*************


أول مرة نتخاصم انا وعمر من يوم ما اتخطبنا ...... اتخانقنا كتير لكن كنا بنتصالح سريعا والحق يقال كان هو دائما من يبادر بصلحى حتى لو كنت انا المخطئة !! .....حساس البعد سىء جدا شعرت ان ايام الخصام القصيرة مرت كأنها شهورطويلة ........ لم يحادثنى فى التليفون ولم يرسل لى رسالة ولا حتى رنة ..... وأنا كرامتى منعتنى أن أبدأ أنا بالحديث ........ لماذا يضغط على بهذا الأسلوب كى يرغمنى عن التنازل عن مستقبلى ........ وهل هذا اخر تنازل أم ان سلسلة التنازلات لن تنتهى ؟!! انا لا أعرف وجه تصميمه على تركى العمل ........ وهل وانا تعديت الخامسة والعشرين اخذ مصروفى من ابى مثل الاطفال ؟ ومتى انضج واتعلم الاستقلالية اذن ؟ فى سن الستين ؟ يبدو ان الرجل يريد من زوجته ان تكون تابعا له بلا اى شخصية ........... كده يا عمر هنت عليك ؟
 
عمر :
كده يا سارة هنت عليكى ؟ لم تفكر ان تتصل بى ولا مرة حتى ولو من باب الاطمئنان على ! انا الذى عودتها على هذا الاسلوب ....... فى كل مرة نختلف ابادر انا بمصالحتها حتى لو كانت هى المخطئة .......انا بجد دلعتها كتير وممكن تظن انها متحكمة فى بهذا الأسلوب او انى شخصيتى ضعيفة !! .....لا انا مش ح اسأل عليها المرة دى مع انى ح اتجنن وأسمع صوتها بس هى لازم تسمع كلامى وتطيعنى بلا نقاش !! وبرضه مش ح اتصل !!
 

سارة :
درجة حرارتى ارتفعت من الانفلونزا واشعر بصداع رهيب ألزمنى الفراش ....يبدو ان هذا مرض نفسى زى ما بيقولوا .... ووجدتها حجة مقنعة كى ابكى براحتى واتحجج بالصداع .... لاحظت امى ان عمر لا يتصل ولا يأتى من اسبوع فسألتنى عن السبب فتحججت بحجج واهية .... فقالت لى (أسألى عنه انتى يا سارة .... الرجل بيحب دائما ان يشعر باهتمام كبير مثل الطفل تماما !! ) فرفضت بشدة ....ففهمت ان هناك مشكلة ولم تلح على فى معرفة الأسباب ..... وخرجت من غرفتى وتركتنى انام وبعد قليل سمعت صوتها يتحدث فى التليفون مع حماتى العزيزة وتجتهد ان تجعل الحديث عاديا جدا وختمته بخبر هام جدا من أجله كان كل هذا الاتصال وهو ( ان سارة عيانة جدا جدا ..... ونايمة يا عينى فى السرير درجة حرارتها 60 !!!)
تابعت الحديث وابتسمت من حنية امى ورقتها تريد ان تصالحنا انا وعمر بدون ان تتطفل او تتدخل ..... يا حبيبتى يا ماما !! بس لو عمر ما اتصلش برضه بعد ما يعرف انى تعبانة ............معقول ؟ معقول يا عمر ؟ !!!!!
 

عمر :
سارة تعبانة ؟ يا حبيبتى يا سارة ؟ علشان كده ما اتصلتش بى وانا ظلمتها .... لازم اروح لها حالا .... اهو المرض جه حجة كويسة علشان اروح بسبب مقنع اصلى خلاص بجد مش قادر على البعد والخصام الرهيب ده.....


سارة :
كده يا عمر ولا حتى رسالة ؟!! قلتها لنفسى وانا لا أنزل عينى من على الموبيل وكأننى اخاف لو ابعدت عينى عنه لن اسمعه لو رن !! منتظرة اتصال عمر الذى لا يأتى ..... يبدو انه فعلا قاسى ويرغمنى بكل الطرق ان اتنازل عن كل شىء .... حتى يضغط على وانا مريضة !!! انا لا يمكن أكلمه بعد اليوم ..... ولا اعتقد انى سأكمل الخطوبة اصلا .... بجد مش عاوزاه .....صوت ماما يرن ( عمر جه يا سارة !!!

عمر :
نسيت كل خلافى مع سارة وزعلى منها عندما رأيتها وهى متعبة محمرة العينين مرهقة كأنها لم تنم من سنين .... وهتفت بها فى قلق كبير اول ما رأيتها- ( الف سلامة عليكى .... ان شا الله انا وانتى لأ

سارة :
بعد الشرعنك يا عمر انا الحمد لله بخير ....... همست بالكلمات فى صوت خفيض


عمر:
اول ما عرفت انك تعبانة جيت جرى .... خلى بالك من نفسك يا سارة انتى دلوقتى مش بتاعتك لوحدك لا بتاعتى انا كمان

انتى زعلانة منى ؟
خلاص بقى ... حقك على .... انا فعلا اخدت الموضوع بعصبية شوية بس انا خايف عليكى مش اكتر
كان ممكن نتناقش فى الموضوع بهدوء ومن غير ما حد يفرض سيطرته ولا يحاول يلغى شخصية الطرف التانى .....
طيب لو قلت لك علشان خاطرى فكرى فى موضوع الشغل ده تانى ..... تقولى ايه ؟

سارة :
أقول خاطرك غالى على جدا .... وانى بالاسلوب ده فعلا ممكن أفكر فى حل وسط .... مثلا انى بعد الزواج ادور على شغل مواعيده بدرى عن كده فى حضانة مثلا .... علشان البيت والبيبى .... موافق ؟
 
عمر :
موافق جدا وح نسميه ايه ؟
 

سارة :
مين ؟

عمر :
...البيبى


0 التعليقات:

ISIS © 2008 Por *Templates para Você*