الخميس، 31 ديسمبر 2009


حبيبي الغالي
لا اعرف كلمات سوى كلمة الحب وانا على هذا الفراش البارد
كم من لحظات عشتها في حياتي كانت الاجمل تلك اللحظات التي عشتها معك
في هذه الاوقات كنت بحتاجة ماسة لدفء قلبك وقربك مني
فلم يكن لي من ذلك غير خاتم الخطوبة
الذي غير مسار حياتي حين ربط نفسي بك من خلاله
كلما احتاجك ارى خاتمنا في يدي وقد عانقها وهو يقول لي حبيبتي انا هنا
انا الان عاجزة عن التعبير لك بمدى حبي واخلاصي فالموت قد حل حاجزا بيننا
ما ابشع تلك اللحظات حين يفترق خاتمي عن يدي الذي لطالما عشت لاجله
فراشي البارد هذا وصدري الذي اصبح مليئا بالدم
قد فقد الاوكسجين الذي تنفسته منك الذي اعاد لي الحياة بعد فقدانها
وها انا اعاود فقدان الحياة بعد غيابك عني وبعدك الطويل
اشتقت لك
اخر كلماتي خطتها بدمي ولازالت اخر ذكرياتي قبل ان اسلم روحي اقول لك
احبك فلا تنسى دبلة خطبتنا

الأربعاء، 30 ديسمبر 2009

خبز وحشيش وقمر


عندما يولد في الشرق القمر..

فالسطوح البيض تغفو

تحت أكداس الزهر..

يترك الناس الحوانيت و يمضون زمر

لملاقاة القمر..

يحملون الخبز.. و الحاكي..إلى رأس الجبال

و معدات الخدر..

و يبيعون..و يشرون..خيال

و صور..

و يموتون إذا عاش القمر..

***

ما الذي يفعله قرص ضياء؟

ببلادي..

ببلاد الأنبياء..

و بلاد البسطاء..

ماضغي التبغ و تجار الخدر..

ما الذي يفعله فينا القمر؟

فنضيع الكبرياء..

و نعيش لنستجدي السماء..

ما الذي عند السماء؟

لكسالى..ضعفاء..

يستحيلون إلى موتى إذا عاش القمر..

و يهزون قبور الأولياء..

علها ترزقهم رزاً.. و أطفالاً..قبور الأولياء

و يمدون السجاجيد الأنيقات الطرر..

يتسلون بأفيونٍ نسميه قدر..

و قضاء..

في بلادي.. في بلاد البسطاء..

***

أي ضعفً و انحلال..

يتولانا إذا الضوء تدفق

فالسجاجيد.. و آلاف السلال..

و قداح الشاي .. و الأطفال..تحتل التلال

في بلادي

حيث يبكي الساذجون

و يعيشون على الضوء الذي لا يبصرون..

في بلادي

حيث يحيا الناس من دون عيون..

حيث يبكي الساذجون..

و يصلون..

و يزنون..

و يحيون اتكال..

منذ أن كانوا يعيشون اتكال..

و ينادون الهلال:

" يا هلال..

أيها النبع الذي يمطر ماس..

و حشيشياً..و نعاس..

أيها الرب الرخامي المعلق

أيها الشيء الذي ليس يصدق"..

دمت للشرق..لنا

عنقود ماس

للملايين التي عطلت فيها الحواس

***

في ليالي الشرق لما..

يبلغ البدر تمامه..

يتعرى الشرق من كل كرامه

و نضال..

فالملايين التي تركض من غير نعال..

و التي تؤمن في أربع زوجاتٍ..

و في يوم القيامه..

الملايين التي لا تلتقي بالخبز..

إلا في الخيال..

و التي تسكن في الليل بيوتاً من سعال..

أبداً.. ما عرفت شكل الدواء..

تتردى جثثاً تحت الضياء..

في بلادي.. حيث يبكي الأغبياء..

و يموتون بكاء..

كلما حركهم عودٌ ذليلٌ..و "ليالي"

ذلك الموت الذي ندعوه في الشرق..

"ليالي"..و غناء

في بلادي..

في بلاد البسطاء..

حيث نجتر التواشيح الطويلة..

ذلك السثل الذي يفتك بالشرق..

التواشيح الطويلة..

شرقنا المجتر..تاريخاً

و أحلاماً كسولة..

و خرافاتٍ خوالي..

شرقنا, الباحث عن كل بطولة..

في أبي زيد الهلالي..


الأحد، 27 ديسمبر 2009

صباحك سكر



إذا مرّ يوم ولم أتذكر
به إن أقول صباحك سكر
صباحك سكر صباحك سكر

إذا مرّ يوم ولم أتذكر
به إن أقول صباحك سكر

إّذا مرّ يوم ولم أتذكر
به أن أقول صباحك سكر

فلا تحزني بهدوئي وصمتي
ولا تحسبي إن شيئًا تغير
فحين أنا لا أقول أحبك
فحين انا لا أقول أحبك
فمعناه إني أحبك أكثر
صباحك سكر صباحك سكر

إذا ماجلست طويلاً أمامي
كأن كأن كتٍ من عبير ومرمر
وأغمضت عن طيباتك عيني
وأهملت شكوا القميص المعطر

إذا ماجلست طويلاً أمامي
كأن كأن كتٍ من عبير ومرمر
وأغمضت عن طيباتك عيني
وأهملت شكوا القميص المعطر

فلا تنعتي بموت الشعوب
ولا تحسبي إن قلبي نحجر
أحبك فوق المحبة لكن
دعيني أراك كاما أتصور
صباحك سكر صباحك سكر


إذا مرّ يوم ولم أتذكر
به أن أقول صباحك سكر
صباحك سكر صباحك سكر


الخميس، 24 ديسمبر 2009

مع جريدة

أخرج من معطفه الجريده..


وعلبة الثقاب


ودون أن يلاحظ اضطرابي..


ودونما اهتمام


تناول السكر من أمامي..


ذوب في الفنجان قطعتين


ذوبني.. ذوب قطعتين



وبعد لحظتين

ودون أن يراني

ويعرف الشوق الذي اعتراني..

تناول المعطف من أمامي

وغاب في الزحام

مخلفاً وراءه.. الجريده

وحيدةً

مثلي أنا.. وحيده



الثلاثاء، 22 ديسمبر 2009

أرانا موضعين لأمر


أرانا موضعين لأمر غيب وَنُسْحَرُ بالطَّعامِ، وَبالشَّرابِ
عَصافيرٌ، وَذُبَّانٌ، وَدودٌ، وأجْرأُ مِنْ مُجَلِّحَة ِ الذِّئابِ
فبعضَ اللوم عاذلتي فإني ستكفيني التجاربُ وانتسابي
إلى عرقِ الثرى وشجت عروقي وهذا الموت يسلبني شبابي
ونفسي،، سَوفَ يَسْلُبُها، وجِرْمي، فيلحِقني وشكا بالتراب
ألم أنض المطي بكلِّ خرق أمَقَ الطُّولِ، لمَّاعِ السَّرابِ
وأركبُ في اللهام المجر حتى أنالَ مآكِلَ القُحَمِ الرِّغابِ
وكُلُّ مَكارِمِ الأخْلاقِ صارَتْ إلَيْهِ هِمَّتي، وَبِهِ اكتِسابي
وقد طَوَّفْتُ في الآفاقِ، حَتى رضيتُ من الغنيمة بالإياب
أبعد الحارث الملكِ ابن عمرو وَبَعْدَ الخيرِ حُجْرٍ، ذي القِبابِ
أرجي من صروفِ الدهر ليناً ولم تغفل عن الصم الهضاب
وأعلَمُ أنِّني، عَمّا قَريبٍ، سأنشبُ في شبا ظفر وناب
كما لاقى أبي حجرٌ وجدّي ولا أنسي قتيلاً بالكلاب

الاثنين، 21 ديسمبر 2009

المحاكمة


يعانق الشرق أشعاري .. ويلعنها


فألف شكر لمن أطرى . . ومن لعنا


فكم مذبوحة . .دافعت عن دمها


وكل خائفة أهديتها وطنا


وكل نهد . .أنا أيدت ثورته


وما ترددت في أن أدفع الثمنا


أنا مع الحب حتى حين يقتلني


إذا تخليت عن عشقي .. فلست أنا





في الشعر


حكاية الشعر آحكاية الوردة التي ترتجف على الرابية ، مخدة من العبير.. وقميصاً من الدم ..
إنك تحبها هذه الكتلة الملتهبة من الحرير التي تغمز إصبعك ، وأنفك ، وخيالك ، وقلبك ، دون أن يدور في خلدك أن تمزقها ، وتقطع قميصها الأحمر ، لتقف على سر هذا الجهاز الجميل الذي يحدث لك هذه الهزة العجيبة ، وهذه الحالة السمحة ، القريرة ، التي تغرق فيها .... وحين تفكر في هذا الإثم يوماً ، فتشق هذه اللفائف المعطورة ، وتذبح هذه الأوراق الصبية ، لتمد أنفك في هذا الوعاء الأنيق ، الذي يفرز لك العطر ، ويعصر لك قلبه لوناً ، حين تدور في رأسك هذه الفكرة المجرمة ، لا يبقى على راحتك غير جثة الجمال .. وجنازة العطر .


وفي الفن ، آما في الطبيعة ، وفي القصيدة آما في الوردة وآما في اللوحة البارعة ، يجب أن لا نعمد إلى تقطيع القصيدة ، هذا الشريط الباهر الندي من المعاني ، والأصباغ ، والصور ، والدندنة المنغومة . حرامٌ أن نمزق القصيدة لنحصي ( آمية ) المعاني التي تنضم عليها ، ونحصر عدد تفاعيلها ، وخفي زحافاتها ، ونقف على ( لون ) بحرها .. فالإحصاء ، والسحاب ، والتحليل ، والفكر المنطقي يجب أن تتوارى آلها ساعة التلقين المبدع .
لأن آل هذه الملكات العقلانية الحاسبة ، فاشلة في ميدان الروح .. فالقمر .. هذا الينبوع المفضض الذي بذر على الكون جدائل الياسمين .. يحدث لك ولي ولكل إنسان حالة حبيبة ملائمة . إنك تفتح قلبك له ، وتغمس أهدابك في سائله الزنبقي دون أن تعرف عن هذا ( الجميل ) أآثر من أنه قمر . ولو اتفق أن أوضح لك فلكيٍ سر القمر ، وأجواءه ، وجباله الجرداء ، وقممه المرعبة ، وأدار لك الحديث عن معادنه ، ودرجة حرارته ورطوبته، إذن لأشفقت على قلبك ، وأسدلت ستارتك .. إذن ، فلنقرأ آما ننظر إلى القمر .. بطفولة ، وعفوية ، واستغراق .


فالتذوق الفني آما قال الفيلسوف الايطالي آروتشه في آتابه ( المجمل في هو Intuition فلسفة الفن ) هو عبارة عن ( حدس غنائي ) . والحدس الصورة الأولى للمعرفة ، وسابق لكل معرفة ، وهو من شأن المخيلة ، وهو بتعبير آخر الإدراك الخالي من أي عنصر منطقي . إذن فكل أثر فني يجب أن يستقبل عن طريق ( الإدراك الحدسي ) لا ( المنطقي ) أو ( الذهني ) ، لأن هذا النوع الأخير من الإدراك ميدانه العلم والظواهر المادية . يقول آروتشه : " .. على الناقد أن يقف أمام مبدعات الفن موقف المتعبد لا موقف القاضي ، ولا موقف الناصح ، وما الناقد إلا فنانٌ آخر يحس ما أحسه الفنان الأول فيعيش حدسه مرة ثانية ، ولا يختلف عنه إلا في أنه يعيش بصورةٍ واعيةٍ ما عاشه الفنان بصورة غي واعيةٍ .. ". ومتى تم انتقال هذه السيالة الدافئة من الأصباغ ، والنغم ، والغريزة والإنفعال .. إليك ، تنتهي مهمة الشعر ، فهو ليس أآثر من (آهربةٍ جميلة) تصدم عصبك ، وتنقلك إلى واحاتٍ مضيئة مزروعة على أجفان السحاب . * مهمة القصيدة آمهمة الفراشة .. هذه تضع على فم الزهرة دفعة واحدة جميع ما جنته من عطر ورحيق ، منتقلة بين الجبل والحقل والسياج .. وتلك – أي القصيدة – تفرغ في قلب القارئ شحنة من الطاقة الروحية تحتوي على جميع أجزاء النفس ، وتنتظم الحياة آلها . يجب أن لا نطلب من الشعر أآثر من هذا . ويتجنى على الشعر الذين يريدون منه أن يغل غلة ، وينتج ريعاً .
فهو زينة وتحفة باذخة فحسب .. آآنية الورد التي تستريح على منضدتي ، لست أرجو منها أآثر من صحبة الأناقة .. وصداقة العطر .. لذلك نشأت على آره عنيد للشعر الذي يراد من نظمه إقامة ملجأ .. أو بناء تكية .. أو حصر قواعد اللغة العربية ، أو تأريخ ميلاد صبي ، أو تعداد مآثر الميت على رخامة قبره . قرأت في طفولتي تعاريف آثيرة للشعر ، وأهزل هذه التعاريف " الشعر هو الكلام الموزون المقفى ".


أليس من المخجل أن يلقن المعلمون العرب تلاميذهم في هذا العصر ، عصر فلق الذرة ، ومراودة القمر ، مثل هذه الأآذوبة البلهاء ؟ ماذا تقول للشاعر ، هذا الرجل الذي يحمل بين رئتيه قلب الله ، ويضطرب على أصابعه الجحيم ، وآيف نعتذر لهذا الإنسان الإله الذي تداعب أشواقه النجوم ، وتفزع تنهداته الليل ، ويتكئ على مخدته الصباح ، آيف نعتذر له بعد أن نقول له عن قصيدته التي حبكها من وهج شرايينه ، ونسجها من ريش أهدابه " إنها آلام " !. وآلمة ( آلام ) هذه .. تقف في قلبي يابسة آالشوآة ، لأن ما يدور بين الباعة على رصيف الشارع هو آلام . والضجة التي ترتفع في سوق البورصة هي مجموعة من الكلام الموزون .. أيضاً . فهل الشعر عند سادتنا العروضيون هو هذا النوع من الكلام ، دون أن يكون ثمة فرقٌ بين آلام ( ممتاز ) وآلام ( رخيص ) ؟ ويقال في تعريف ثانٍ للشعر إنه تصوير للطبيعة . وأنا أقول إن الفن هو صنع الطبيعة مرة ثانية ، على صورة أآمل ، نسق أروع . الطبيعة وحدها ، فقيرة ، عاجزة ، مقيدة بأبدية القوانين المفروضة عليها هذه الزهرة تنبت في شهر آذا .. وهذا النبع يتفجر إذا انعقدت السحب مطراً ، وهذا النوع من العصافير يرحل عن البيادر في أوائل الشتاء . أما في الفن فإنك تشم رائحة الأعشاب لمجرد تصفحك ديوان ابن زيدون ، وإنك لتستطيع أن تستمع إلى وشوشة الينابيع وأنت أمام الموقد ، تقرأ ما آتب البحتري واين المعتز .


أستطيع في أي موسم أن أغلق نافذتي ، وأمد يدي إلى مكتبي لأنعم بالورد والماء وبالعطر وبزقزقة العصافير المغنية ، وهي تتفجر من دواوين المتنبي ، وبولدير ، وبول فيرلين ، وأبي نواس ، وبشار ، فتحيل مخدعي إلى مزرعةٍ يصلي على ترابها الضوء والعبير . الوردة الحمراء على الرابية تموت . ولكن الوردة المزروعة في قصيدة فلان لا تزال توزع عطرها على الناس وتقطر دمعها على أصابعهم .


إذن فما هو الشعر ؟

آل ما قيل في هذا الموضوع لا يتعدى دراسة مظاهر التجربة الخارجية لا التجربة ذاتها ، آما يدرس العالم النفسي نتائج الغضب والانفعال والسرور على جسد الإنسان ، وآما يدرس علماء الفيزياء آثار التيار الكهربائي من ضوء وحرارة وحرآة . وجميع ما قرأته من نظريات المعنى ، والفكرة ، والصورة ، واللفظ ، والخيال ، ونسبة آل منها في البيت ، إنما تدرس آثار التجربة الشعرية في العالم الخارجي ، أي بعد انتقالها من جبين الشاعر إلى الورق .


لا أجرؤ على تحديد جوهر الشعر .. لأنه يهزأ بالحدود . ثم ماذا يضير الشعر إذا لم نجد له تعريفاً ؟ ألسنا نتقبل أآثر الأشياء التي تحيط بنا دون مناقشة ؟ فالروائح ، والألوان ، والأصوات التي يسبح آياننا فيها .. تبعث اللذة فينا دون أن نعرف شيئاً عن مادتها وترآيبها . وهل تخسر الوردة شيئاً من فتنتها إذا جهلنا تاريخ حياتها ؟ لنتواضع إذن على القول : إن الشعر آهربة جميلة ، لا تعمر طويلاً ، تكون النفس خلالها بجميع عناصرها من عاطفة ، وخيال ، وذاآرة ، وغريزةٍ ، مسربلة بالموسيقا . ومتى اآتست الهنيهة الشعرية ريش النغم ، آان الشعر . فهو بتعبير موجز ( النفس الملحنة ) . لا تعرف هذه الهنيهة الشاعرة موسماً ولا موعداً مضروباً ، فكأنها فوق المواسم والمواعيد . وأنا لا أعرف مهنة يجهل صاحبها ماهيتها أآثر من هذه المهنة التي تغزل النار .. ... والذي أقرره ، أن الشعر يصنع نفسه بنفسه ، وينسج ثوبه بيديه وراء ستائر النفس ، حتى إذا نمت له أسباب الوجود ، واآتسى رداء النغم ، ارتجف أحرفا تلهث على الورق .. ولقد اقتنعت أن جهدي لا يقدم ولا يؤخر في ميعاد ولادة القصيدة ، فأنا على العكس أعيق الولادة إذا حاولت أن أفعل شيئاً . آم مرةٍ .. ومرةٍ .. إتخذت لنفسي وضع من يريد أن ينظم ، وألقيت بنفسي في أحضان مقعدٍ وثير ، وأمسكت بالقلم ، وأحرقت أآثر من لفافة .. فلم يفتح الله علي بحرفٍ واحدٍ . حتى إذا آنت أعبر الطريق بين ألوف العابرين ، أو آنت في حلقة صاخبةٍ من الأصدقاء ، دغدغني ألف خاطر أشقر .. وحملتني ألف أرجوحةٍ إلى حيث تفنى المسافات .


والشعر يحيط بالوجود آله ، وينطلق في آل الاتجاهات ، فترسم ريشته المليح والقبيح ، وتتناول المترف والمبتذل ، والرفيع والوضيع . ويخطئ الذين يظنون أنه خط صاعدٌ دائماً ، لأن الدعوة إلى الفضيلة ليست مهمة الفن بل مهمة الأديان وعلم الأخلاق . وأنا أؤمن بجمال القبح ، ولذة الألم ، وطهارة الإثم . فهي آلها أشياء صحيحة في نظر الفنان . تصوير مخدع موسى ، واردٌ في منطق الفن ومعقول ، وهو من أسخى مواضيع الفن وأغزرها ألواناً . أما المومس من حيث آونها إناءً من الإثم ، خطأ من أخطاء المجتمع ، فهذا موضوع آخر تعالجه المذاهب الاجتماعية وعلم الأخلاق . يقول مروتشه في نقد المذهب الأخلاقي في الفن : " إن العمل الفني لا يمكن فعلاً نفعياً يتجه إلى بلوغ لذة أو استعباد ألم ، لأن الفن من حيث هو فن لا شأن له بالمنفعة . وقد لوحظ من قديم الأزمان أن الفن ليس ناشئاً عن الإرادة . ولئن آانت الإرادة قوام الإنسان الخير ، فليست قوام الإنسان الفنان . فقد تعبر الصورة عن فعل يحمد أو يذم من الناحية الخلقية ، ولكن الصورة من حيث هي صورة لا يمكن أن تحمد أو تذم من الناحية الأخلاقية؟ لأنه ليس ثمة حكمٌ أخلاقي يمكن أن يصدر عن عاقل ، ويكون موضوعه صورة . " إن الفنان فنان لا أآثر ، أي إنسان يحب ويعبر ، ليس الفنان من حيث هو فنان عالماً ، ولا فيلسوفاً ولا أخلاقياً . وقد تنصب عليه صفة التخلق من حيث هو إنسان ، أما من حيث هو فنان خلاق ، فلا نستطيع أن نطلب إليه إلا شيئاً واحداً ، هو التكافؤ التام بين ما ينتج وما بشعر به .. ". لو صح لنا أن نقبل ما زعمته المدرسة الأخلاقية في الفن لمات الفن مختنقاً بأبخرة المعابد ، ولوجب أن نحطم آل التماثيل العارية التي نحتها ميشيل أنجلو ، والصور البارعة التي رسمها رفائيل .. لأنها إثم يجب أن لا تقع فيه العين . لو ذهبنا مع أشياع هذه المدرسة إلى حيث يريدون ، لوجب أن نخرج من حظيرة الجيد قصيدة النابغة التي قالها في زوجة النعمان وقد انزلق مئزرها عن نهديها .. شابين .. مرتعشين : سقط النصيف ولم ترد إسقاطه فتناولته واتفقنا باليد ... ولكان علينا أن نلعن النابغة ، ونعتبره ضالاً لا يستحق أن نقرأ سيرته وأشعاره .



وبعد .. وبعد .. ففي يد القارئ حروفٌ دافئة تتحرك على بياض الورق ، وتتسلق أصابعه لتعانق قلبه . هذه الأحرف لم أآتبها لفئةٍ خاصةٍ من الناس روضوا خيالهم على تذوق الشعر ، وهيأتهم ثقافاتهم لهذا . لا .. إنني أآتب لأي ( إنسان ) مثلي يشترك معي في الإنسانية ، وتوجد بين خلايا عقله ، خلية تهتز للعاطفة الصافية ، وللواحات المزروعة وراء مدى الظن .. أريد أن يكون الفن ملكاً لكل الناس آالهواء ، وآالماء ، وآغناء العصافير ، يجب أن لا يحرم منها أحد . إذن ، يجب أن نعمم الفن ، وأن نجعله بعيد الشمول . ومتى آان لنا ذلك استطعنا أن نجلب الجماهير المتهالكة على الشوك ، والطين ، والمادة الفارغة ، إلى عالم أسواره النجوم ، وأرضه مفروشة بالبريق . متى جذبنا الجماهير إلى قمتنا ، نبذوا أنانيتهم ، وتخلوا عن شهوة الدم ، وخلعوا أثواب ردائهم ، وهكذا يغمر السلام الأرض ، وينبت الريحان في مكان الشوك . إنني أحلم ( بالمدينة الشاعرة ) لتكون إلى جانب مدينة الفارابي (الفاضلة). وحينئذ فقط . يكتشف الإنسان نفسه ، ويعرف الله .. وفي سبيل هذه الفلسفة ، فلسفة الغناء العفوي ، حاولت فيما آتبت أن أرد قلبي إلا طفولته ، وأتخير ألفاظاً مبسطة ، مهموسة الرنين ، وأختار من أوزان الشعر ألطفها على الأذن . فإذا أحس القارئ بأن قلبي صار مكان قلبه ، وانتفض بين أضلاعه هو ، وأنه يعرفني قبل أن يعرفني ، وأنني صرت فماً له وحنجرة ، فلقد أدرآت غايتي ، وحققت حلمي الأبيض ، وهو أن اجعل الشعر يقوم في آل منزل إلى جانب الخبز والماء ...



الأحد، 20 ديسمبر 2009

أشهد أن لا أمرأه إلا أنت


أشهد أن لا امرأة ً

أتقنت اللعبة إلا أنت

واحتملت حماقتي

عشرة أعوام كما احتملت

واصطبرت على جنوني مثلما صبرت

وقلمت أظافري

ورتبت دفاتري

وأدخلتني روضة الأطفال

إلا أنت ..

2

أشهد أن لا امرأة ً

تشبهني كصورة زيتية

في الفكر والسلوك إلا أنت

والعقل والجنون إلا أنت

والملل السريع

والتعلق السريع

إلا أنت ..

أشهد أن لا امرأة ً

قد أخذت من اهتمامي

نصف ما أخذت

واستعمرتني مثلما فعلت

وحررتني مثلما فعلت

3

أشهد أن لا امرأة ً

تعاملت معي كطفل عمره شهران

إلا أنت ..

وقدمت لي لبن العصفور

والأزهار والألعاب

إلا أنت ..

أشهد أن لا امرأة ً

كانت معي كريمة كالبحر

راقية كالشعر

ودللتني مثلما فعلت

وأفسدتني مثلما فعلت

أشهد أن لا امرأة

قد جعلت طفولتي

تمتد للخمسين .. إلا أنت

4

أشهد أن لا امرأة ً

تقدرأن تقول إنها النساء .. إلا أنت

وإن في سرتها

مركز هذا الكون

أشهد أن لا امرأة ً

تتبعها الأشجار عندما تسير

إلا أنت ..

ويشرب الحمام من مياه جسمها الثلجي

إلا أنت ..

وتأكل الخراف من حشيش إبطها الصيفي

إلا أنت

أشهد أن لا امرأة ً

إختصرت بكلمتين قصة الأنوثة

وحرضت رجولتي علي

إلا أنت ..

5

أشهد أن لا امرأة ً

توقف الزمان عند نهدها الأيمن

إلا أنت ..

وقامت الثورات من سفوح نهدها الأيسر

إلا أنت ..

أشهد أن لا امرأة ً

قد غيرت شرائع العالم إلا أنت

وغيرت

خريطة الحلال والحرام

إلا أنت ..

6

أشهد أن لا امرأة ً

تجتاحني في لحظات العشق كالزلزال

تحرقني .. تغرقني

تشعلني .. تطفئني

تكسرني نصفين كالهلال

أشهد أن لا امرأة ً

تحتل نفسي أطول احتلال

وأسعد احتلال

تزرعني

وردا دمشقيا

ونعناعا

وبرتقال

يا امرأة

اترك تحت شعرها أسئلتي

ولم تجب يوما على سؤال

يا امرأة هي اللغات كلها

لكنها

تلمس بالذهن ولا تقال

7

أيتها البحرية العينين

والشمعية اليدين

والرائعة الحضور

أيتها البيضاء كالفضة

والملساء كالبلور

أشهد أن لا امرأة ً

على محيط خصرها . .تجتمع العصور

وألف ألف كوكب يدور

أشهد أن لا امرأة ً .. غيرك يا حبيبتي

على ذراعيها تربى أول الذكور

وآخر الذكور

8

أيتها اللماحة الشفافة

العادلة الجميلة

أيتها الشهية البهية

الدائمة الطفوله

أشهد أن لا امرأة ً

تحررت من حكم أهل الكهف إلا أنت

وكسرت أصنامهم

وبددت أوهامهم

وأسقطت سلطة أهل الكهف إلا أنت

أشهد أن لا امرأة

إستقبلت بصدرها خناجر القبيلة

واعتبرت حبي لها

خلاصة الفضيله

9

أشهد أن لا امرأة ً

جاءت تماما مثلما انتظرت

وجاء طول شعرها أطول مما شئت أو حلمت

وجاء شكل نهدها

مطابقا لكل ما خططت أو رسمت

أشهد أن لا امرأة ً

تخرج من سحب الدخان .. إن دخنت

تطير كالحمامة البيضاء في فكري .. إذا فكرت

يا امرأة ..كتبت عنها كتبا بحالها

لكنها برغم شعري كله

قد بقيت .. أجمل من جميع ما كتبت

10

أشهد أن لا امرأة ً

مارست الحب معي بمنتهى الحضاره

وأخرجتني من غبار العالم الثالث

إلا أنت

أشهد أن لا امرأة ً

قبلك حلت عقدي

وثقفت لي جسدي

وحاورته مثلما تحاور القيثاره

أشهد أن لا امرأة ً

إلا أنت ..

إلا أنت ..

إلا أنت ..



حبيبتي هي القانون


أيتها الأنثى التي في صوتها

تمتزج الفضة . . بالنبيذ . . بالأمطار

ومن مرايا ركبتيها يطلع النهار

ويستعد العمر للإبحار

أيتها الأنثى التي

يختلط البحر بعينيها مع الزيتون

يا وردتي

ونجمتي

وتاج رأسي

ربما أكون

مشاغبا . . أو فوضوي الفكر

أو مجنون

إن كنت مجنونا . . وهذا ممكن

فأنت يا سيدتي

مسؤولة عن ذلك الجنون

أو كنت ملعونا وهذا ممكن

فكل من يمارس الحب بلا إجازة

في العالم الثالث

يا سيدتي ملعون

فسامحيني مرة واحدة

إذا انا خرجت عن حرفية القانون

فما الذي أصنع يا ريحانتي ؟

إن كان كل امرأة أحببتها

صارت هي القانون



الأربعاء، 16 ديسمبر 2009

قصيدة غير منتهية في تعريف العشق


.. عندما قررت أن أكتب عن تجربتي في الحب،


فكرت كثيرا..


ما الذي تجدي اعترافاتي؟


وقبلي كتب الناس عن الحب كثيرا..


صوروه فوق حيطان المغارات،


وفي أوعية الفخار والطين، قديما


نقشوه فوق عاج الفيل في الهند..


وفوق الورق البردي في مصر ،


وفوق الرز في الصين..


وأهدوه القرابين، وأهدوه النذورا..


عندما قررت أن أنشر أفكاري عن العشق.


ترددت كثيرا..


فأنا لست بقسيس،


ولا مارست تعليم التلاميذ،


ولا أؤمن أن الورد..


مضطر لأن يشرح للناس العبيرا..


ما الذي أكتب يا سيدتي؟


إنها تجربتي وحدي..


وتعنيني أنا وحدي..


إنها السيف الذي يثقبني وحدي..


فأزداد مع الموت حضورا..


2


عندما سافرت في بحرك يا سيدتي..


لم أكن أنظر في خارطة البحر،


ولم أحمل معي زورق مطاط..


ولا طوق نجاة..


بل تقدمت إلى نارك كالبوذي..


واخترت المصيرا..


لذتي كانت بأن أكتب بالطبشور..


عنواني على الشمس..


وأبني فوق نهديك الجسورا..


3


حين أحببتك..


لاحظت بأن الكرز الأحمر في بستاننا


أصبح جمرا مستديرا..


وبأن السمك الخائف من صنارة الأولاد..


يأتي بالملايين ليلقي في شواطينا البذورا..


وبأن السرو قد زاد ارتفاعا..


وبأن العمر قد زاد اتساعا..


وبأن الله ..


قد عاد إلى الأرض أخيرا..


4


حين أحببتك ..


لاحظت بأن الصيف يأتي..


عشر مرات إلينا كل عام..


وبأن القمح ينمو..


عشر مرات لدينا كل يوم


وبأن القمر الهارب من بلدتنا..


جاء يستأجر بيتا وسريرا..


وبأن العرق الممزوج بالسكر والينسون..


قد طاب على العشق كثيرا..


5


حين أحببتك ..


صارت ضحكة الأطفال في العالم أحلى..


ومذاق الخبز أحلى..


وسقوط الثلج أحلى..


ومواء القطط السوداء في الشارع أحلى..


ولقاء الكف بالكف على أرصفة " الحمراء " أحلى ..


والرسومات الصغيرات التي نتركها في فوطة المطعم أحلى..


وارتشاف القهوة السوداء..


والتدخين..


والسهرة في المسح ليل السبت..


والرمل الذي يبقي على أجسادنا من عطلة الأسبوع،


واللون النحاسي على ظهرك، من بعد ارتحال الصيف،


أحلى..


والمجلات التي نمنا عليها ..


وتمددنا .. وثرثرنا لساعات عليها ..


أصبحت في أفق الذكرى طيورا...


6


حين أحببتك يا سيدتي


طوبوا لي ..


كل أشجار الأناناس بعينيك ..


وآلاف الفدادين على الشمس،


وأعطوني مفاتيح السماوات..


وأهدوني النياشين..


وأهدوني الحريرا


7


عندما حاولت أن أكتب عن حبي ..


تعذبت كثيرا..


إنني في داخل البحر ...


وإحساسي بضغط الماء لا يعرفه


غير من ضاعوا بأعماق المحيطات دهورا.


8


ما الذي أكتب عن حبك يا سيدتي؟


كل ما تذكره ذاكرتي..


أنني استيقظت من نومي صباحا..


لأرى نفسي أميرا ..



يد


يدك التي حطت على كتفي كحمامة . . نزلت لكي تشرب
عندي تســاوي ألف مملكة يا ليتهـــــــا تبقى ولا تذهب
تلك السبيكة . . كيف أرفضها من يرفض السكنى على كوكب
لهث الخيال على ملاستها وأنهار عند سوارها المذهب
الشمس نائمة على كتفي قبلتهــــا ألفــا ولم أتعب
نهر حريري . . ومروحة صينية . . وقصيدة تكتب
يدك المليسة . . كيف أقنعها أني بها .. أني بها معجب
قولي لها تمضي برحلتها فلها جميع . . جميع ما ترغب
يدك الصغيرة . . نجمة هربت مــاذا أقــول لنجمة تلعب
أنا ساهر .. ومعي يد امرأة بيضاء .. هل اشهى وهل أطيب؟

الأحد، 13 ديسمبر 2009

رسالة الي ايزيس



لو اننا لم نفترق




لو اننا ...لم نفترق


لبقيت نجما في سمائك ساريا


وتركت عمرى في لهيبك يحترق


لو اننى سافرت في قمم السحاب


وعدت نهرا في ربوعك ينطلق


لكنها الاحلام تنثرنا سرابا في المدى


وتظل سرا.. في الجوانح يختنق


لو اننا .. لم نفترق


كانت خطانا في ذهول تبتعد


وتشدنا اشواقنا


فنعود نمسك بالطريق المرتعد


تلقي بنا اللحظات


في صخب الزحام كأننا


جسد تناثر في جسد


جسدان في جسد نسير .. وحولنا


كانت وجوه الناس تجرى كالرياح


فلا نرى منهم احد


مازلت اذكر عندما جاء الرحيل


وصاح في عينى الأرق


وتعثرت أنفاسنا بين الضلوع


وعاد يشطرنا القلق


ورأيت عمرى في يديك


رياح صيف عابث


ورماد أحلام .. وشيئا من ورق


هذا أنا...


عمرى ورق


حلمى ورق


طفل صغير في جحيم الموج


حاصره الغرق


ضوء طريد في عيون الافق


يطويه الشفق


نجم اضاء الكون يوما ... واحترق


لا تسألي العين الحزينه


كيف أدمتها المقل؟!


لا تسألى النجم البعيد


بأي سر قد أفل؟!


مهما توارى الحلم في عينى


وأرقنى الأجل


مازلت ألمح في رماد العمر


شيئا من أمل


فغدا ستنبت في جبين الأفق


نجمات جديده


وغدا ستورق في ليالي الحزن


ايام سعيده


وغدا أراك على المدى


شمسا تضئ ظلام أيامي


وان كانت بعيده


لو اننا لم نفترق


حملتك في ضجر الشوارع فرحتى


والخوف يلقينى على الطرقات


تتمايل الاحلام بين عيوننا


وتغيب في صمت اللقا نبضاتى


والليل سكير يعانق كأسه


ويطوف منتشيا على الحانات


والضوء يسكب في العيون بريقه


ويهيم في خجل على الشرفات


ماكنت اعرف والرحيل يشدنا


انى اودع مهجتى وحياتى


ماكان خوفي من وداع قد مضى


بل كان خوفي من فراق آت


لم يبقى شئ منذ كان وداعنا


غير الجراح تئن في كلماتى


لو اننا ..لم نفترق





في عينيك عنواني

قالت: سوف تنساني

وتنسى أنني يوما

وهبتك نبض وجداني

وتعشق موجة أخرى

وتهجر دفء شطآني

وتجلس مثلما كنا

لتسمع بعض ألحاني

ولا تعنيك أحزاني

ويسقط كالمنى اسمي

وسوف يتوه عنواني

ترى.. ستقول يا عمري

بأنك كنت تهواني؟!
* * *

فقلت: هواك إيماني

ومغفرتي.. وعصياني

أتيتك والمنى عندي

بقايا بين أحضاني

ربيع مات طائره

على أنقاض بستان

رياح الحزن تعصرني

وتسخر بين وجداني

أحبك واحة هدأت

عليها كل أحزاني

أحبك نسمة تروي

لصمت الناس.. ألحاني

أحبك نشوة تسري

وتشعل نار بركاني

أحبك أنت يا أملا

كضوء الصبح يلقاني

أمات الحب عشاقا

وحبك أنت أحياني

ولو خيرت في وطن

لقلت هواك أوطاني

ولو أنساك يا عمري

حنايا القلب.. تنساني

إذا ما ضعت في درب

ففي عينيك.. عنواني

فقلت:


فقلت:
هواك إيماني

ومغفرتي.. وعصياني

أتيتك والمنى عندي

بقايا بين أحضاني

ربيع مات طائره

على أنقاض بستان

رياح الحزن تعصرني

وتسخر بين وجداني

أحبك واحة هدأت

عليها كل أحزاني

أحبك نسمة تروي

لصمت الناس.. ألحاني

أحبك نشوة تسري

وتشعل نار بركاني

أحبك أنت يا أملا

كضوء الصبح يلقاني

أمات الحب عشاقا

وحبك أنت أحياني

ولو خيرت في وطن

لقلت هواك أوطاني

ولو أنساك يا عمري

حنايا القلب.. تنساني

إذا ما ضعت في درب

ففي عينيك.. عنواني

ايزيس حبيبتي

تأليف : ميخائيل رومان


Playwrite: Mikhael Roman



إعداد و إخراج : محمود اللوزي

Adapted and Directed : Mahmoud El Lozy



الممثلون حسب الظهور :

هاني سامي حمدي

أمينة خليل جمالات

طارق الإبياري الماسير

نجوي السعدني فريدة

أحمد عمر علي

عمر مدكور مندوب ١

وليد حماد مندوب ٢

عمر السعيد بكر

ادهم زيدان حامد

عثمان الشرنوبي السكرتير

مصطفي صفوت المدير

أحمد صلاح المحقق












طاقم العمل :



إخراج : محمود اللوزي

مديرة المسرح : جيني أرنولد

مساعد مخرج : آميرة جبر

مدير تقني : ديفيد ولدراسكي

تصميم ديكور و إضاءة : ستانسل كامبل

تصميم ملابس : نرمين سعيد

موسيقي و تصميم صوت : احمد صلاح

مدير خشبة المسرح : محمود محسن

إكسسوار : عمر السعيد

مساعد مدير خشبة المسرح : سارة إسماعيل

تحكم إضاءة : سارة شعراوي

تحكم صوت : محمد كمال

مشرف إضاءة و صوت : سامي شوقي

تنفيذ ديكور : كمال حسين

عبد النبي عبد الفتاح

بناء ديكور : أحمد الشقيري

مشرف تنفيذ ملابس : ليلى منصور

فريق الملابس : بسمة اسماعيل

مساعد إكسسوار : هدي التوني



















الخميس، 10 ديسمبر 2009

الحب




إن الإنسان قبـل الحب (( شيء )) وعنـد الحب (( كل شيء )) وبعـد الحب (( لا شيء ))
الحب : فرصة ليصبح الإنسان أفضل وأجمـل وأرقـى
الحب ليس عاطفــة ووجدانــا فقط إنما هو طاقة ـ وإنتــاج
الحب : هو أعظم مدرسة يتعلم كل عاشق فيها لغة لا تشبهها لغة أخرى
الحب : مثل أي لعبة يمارسها اثنـان … في نهايتهما : أحدهما يربح … والآخر يخسر
الحب : تجربة وجودية عميقة تنتزع الإنسان من وحدته القاسية الباردة لكي تقدم له حرارة الحياة المشتركة الدافئة
الحب : فضيلة الفضائل … به نعلو بأنفسنا عن العبث والتهريج والابتذال العاطفي … ونحمي عقولنا من الضياع والتبعثر الفكري


الحب : تجربة إنسانية معقدة … وهو أخطر وأهم حدث يمر في حياة الإنسان
لأنه يمس صميم شخصيته وجوهره ووجوده … فيجعله يشعر وكأنه ولد من جديد0

الحب هو الذي ينقل الإنسان إلى تلك الواحات الضائعة من الطهارة والنظارة والشعر والموسيقى
لكي يستمتع بعذوبة تلك الذكريات الجميلة التائهة في بيداء الروتين اليومي الفضيع
وكأنما هي جنات من الجمال والبراءة والصفاء في وسط صحراء الكذب والتصنع والكبرياء00

الحب : كالبحر حين تكون على شاطئه يقذفك بأمواجه بكرم فائق يستدرجك بلونه وصفائه وروعته
ولكن حين تلقي بنفسك بين أحضانه لتبحث عن درره يغدر بك ويقذفك في أعماقه ، ثم يقذف بك وأنت فاقد لإحساسك 0

الحب : يبدأ بالسماع والنظر
فيـتــولــد عنــــه الاستحســـــان
ثـم يقــــــــــوى فيصيــــر مــــــودة
ثـم تقــــــــــوى المـــودة فتصيـر محبــة
ثـم تقــــــــــوى المحبـــة فتـوجـب الهــــــوى
فـإذا قـــــــــوي الهــــــــــــوى صــــــــار عشقــا
ثـم يـــــــــزداد العشـــــــــــق فيصيـــــر تتييـمـــــــا
ثـم يـزداد التتييم فيصير ولها.. وهو قمة ما يبلغه المحب0

سيدي الحب ليس سلعة رخيصة نساوم بها كما نريـد
الحب لا يقال له سحابة صيف وتعـدي
الحب لا نصفه بفصل من الفصول الأربعة
الحب ليس ورقة شجراً ساقطة ولا دمعة عابرة ولا أحلام ضايعة
الحب ليس صورة ملونه ولا رسالة مزخرفه
الحب ليس حروفاً مذهبه ولا سطوراً معلقه .. ولا نغمة راقصة
الحب يا ابيض يا اسود ..ليس هناك وسطيه ولا جدل يختلف عليه اثنان
الحب ليس قسوة تغلف بمرارة ولا فضاء ضيق ولا سراب مستحيل تحقيقه
حب ليس طعنة قاتله ولا شهـوة مغرزه .. ولا حرباء متلونة .. فلا ننظر له من ثقب الإبرة
الحب00 ( يا سيدي) لا ينطق عن الهوى وإنما هو شعور وإحساس يتغلغل في أعماقنـا
الحب مرآة الإنسان يعكس ما بداخلنا من عمق الوصف والخيال
الحب جذوراً متأصلة .. الحب نستوحيه من أنفاسنا ومن دمائنا
الحب 00إرادة ثم صدق مع النفس ومع من نحب
الحب حصيلة الإعجاب الدائم بين الطرفين
الحب00 كأحلام على ارض خرافية يلهينا عن الحاضر يشدنا ويجذبنا فيعجبنا جبروته
بالحب نحيا فهو الروح للجسد فلا حياة بدونه وهو الأمل الذي يسكن أنفاسنا ويخاطب أفكارنا ليحقق آمالنا
الحب 00سفينة بلا شراع تسير بنا إلى شاطئ الأمـان
الحب00 سماء صافيه وبحراً هادئ وبسمة حانية
الحب00 يزلزل الروح والكيان ويفجر ثورة البركان
الحب ناراً تضوينا ، الحب نبنيه بأيدينا فماءه يروينا وزاده يكفينا
هـذا هـو الحب لمسـة من الـوفــا و العـطـــا
لــذا يجب أن يعطـى التقـديــر اللائق بــه
الحب يجب أن يكـون وديعـة مهذبـة للغايـة وان نأخـذه بجديـه إذا أردنا أن يعشقنـا من نريـد أ ن نعشقــه

أخيراً الحب أسطـورة تعجـز البشريـة عـن إدراكهــا إلا لمن صــدق في نطقهــا ومعناهـــا
الحب يقراء ... والحب يسمــع ... والحب يخاطبنــا ونخاطبــه ... ويسعدنــا ونسعــده
وهو عطـراً وهمساً نشعـر بسعادتـه إذا صدقنـاه في أقوالنـاوأفعالنــا
بالحب تصبح ا لحياة جميلة لكي نحقق أهدافــاً قـد رسمناهــا

ولكن ما يقلق العاشقين فقط هـــو : احتمال أن تكـون الأقـدار تخبئ لهـم فراقـاً لم يكن في حسبــان أي منهــم

ISIS © 2008 Por *Templates para Você*